قال مشرفي خلال محادثة هادفة حول الأولاد السود في مدرستنا: “سيكون من المدهش أن يتمكن الأولاد من العثور على أصواتهم وتطوير الثقة قبل أن يلتحقوا بالمدرسة الثانوية”.
وأعربت عن قلقها الحقيقي بشأن التحديات التي يواجهها العديد من الموظفين في التواصل الفعال مع الأولاد السود ودعمهم. وأشارت إلى أن الأولاد غالبًا ما يكون لديهم انفجارات عاطفية في الفصل، وعندما يواجهون سلوكهم، يصبحون غير مستجيبين ومنعزلين. كان هذا النقص في المشاركة واضحًا حيث تجنبوا التواصل البصري من خلال النظر إلى الأسفل والتململ بأيديهم وبدوا غير مهتمين بشكل عام بالمحادثة. وقد تم تسليط الضوء بشكل أكبر على إحجامهم عن التحدث من خلال أصواتهم المنخفضة والمترددة والشكوك الواضحة حول التعبير عن أنفسهم.
يتطلب إشراك الأولاد السود بشكل فعال في المحادثات حول العافية العاطفية فهمًا عميقًا لتجاربهم الفريدة وخلفياتهم الثقافية. تعد الأساليب ذات الصلة ثقافيًا ضرورية لدعم نموهم العاطفي وتعزيز الشعور بالانتماء. خلقت هذه السلوكيات عائقًا كبيرًا أمام فهم الموظفين لاحتياجات الطلاب وتقديم الدعم اللازم، مما يؤكد أهمية تطوير أساليب أكثر استجابة وتعاطفاً من الناحية الثقافية.
في البداية، كلما تعرض الطلاب لثورات عاطفية، جربت الطرق التقليدية مثل توزيع أوراق العمل التي تركز على الصحة العقلية والعافية. ومع ذلك، فإن أوراق العمل هذه أدرجت فقط التعاريف وآليات المواجهة دون توفير محتوى جذاب أو فرص لإجراء مناقشة هادفة. وأصبح من الواضح أن هذه الأساليب لم تكن تلقى صدى لدى الطلاب. وبالبحث بشكل أعمق، اكتشفت شغفًا مشتركًا بكرة السلة بين الأولاد الذين كان من المتوقع أن يكونوا جزءًا من المجموعة.
“الاستفادة من هذا الاهتمام يمكن أن تكون أمرًا أساسيًا”، اقترحت في الاجتماع التالي مع مشرفي؛ وبدعمهم، قدمت برنامج “Discuss it Out Basketball” كوسيلة لمزج هوايتهم المفضلة مع المناقشات الهادفة حول التعبير العاطفي وتقدير الذات. أتاحت لهم هذه المبادرة أن يشعروا بأنهم مسموعون ومقدرون – وأعطت المعلمين والإداريين فرصة لاكتشاف طريقة جديدة يمكن أن تساعد في معالجة هذه المشكلة. أزمة الصحة العقلية من الأولاد السود في الفصول الدراسية.
اللعب من خلالها
وإدراكاً للحاجة الملحة إلى خلق مساحة آمنة حيث يستطيع هؤلاء الأولاد أن يزدهروا، بدأت قبل بضعة أشهر برنامج “تحدث عن كرة السلة” لمدة ثمانية أسابيع، مع خمسة فتيان من الصفين السابع والثامن. يهدف هذا البرنامج إلى مزج شغفهم بكرة السلة مع مناقشات هادفة حول التعبير العاطفي وتقدير الذات. بدأ الأسبوع الأول بلقاء دائري، حيث قمت بالتعريف بفكرة البرنامج، مع التأكيد على أهمية خلق مساحة آمنة للحوار المفتوح.
لكسر الجمود، بدأنا بأسئلة تتعلق بالجوانب المفضلة لديهم في كرة السلة وما تعنيه هذه الرياضة بالنسبة لهم، مما عزز الشعور بالصداقة الحميمة والثقة داخل المجموعة. ومع تقدمنا في البرنامج، تناولت كل جلسة موضوعات محددة حاسمة لتطورهم العاطفي، بما في ذلك استكشاف الهوية، والتمثيل، والأحلام والتطلعات، والتعبير عن الذات، والتمكين، تحليل الصوت الداخلي النقدي.
اصطف الطلاب بفارغ الصبر في الملعب لجولات اللعبة خلال كل جلسة. وطرحت أسئلة تتعلق بالثقة واحترام الذات، بمستويات صعوبة متفاوتة. على سبيل المثال، أسئلة مثل: “هل سبق لك أن سمحت للخوف من الفشل أن يعيقك عن القيام بشيء جديد؟ كيف تغلبتم عليها؟” وتحداهم لمواجهة العقبات الشخصية ومشاركة استراتيجيات المرونة. حصلت كل إجابة صحيحة على نقاط لفريقهم، مما شجع المنافسة الصحية والعمل الجماعي.
في نهاية كل جلسة، قدمت فرصة للطلاب لاستخلاص المعلومات لمدة خمس دقائق، ومشاركة أفكارهم ومشاعرهم والتأمل في ما تعلموه عن أنفسهم وعن بعضهم البعض، وتحديد التأكيدات وتحديد الأهداف الشخصية للنمو.
إثراء حياة كرة سلة واحدة في كل مرة
كان التأثير القوي لبرنامج “Discuss it Out Basketball” واضحًا في التجارب التحويلية للمشاركين. ظهرت علامة واضحة على نجاحها عندما استجمع الطالب، الذي كان مترددًا سابقًا في التعبير عن مشاعره، الشجاعة للاقتراب من عميده وطلب لعبة تململ خلال لحظات الإرهاق – وهو عمل غير متوقع من الدفاع عن الذات يشير إلى تحول ملحوظ في مشاعره العاطفية. استراتيجيات التوعية والتعامل.
لا يجسد هذا المثال الفريد قدرة البرنامج على تمكين الأفراد من تأكيد احتياجاتهم فحسب، بل يؤكد أيضًا على مهمته الأوسع المتمثلة في تعزيز ثقافة الانفتاح والدعم بين الطلاب.
علاوة على ذلك، أبلغ المعلمون عن ملاحظات حول زيادة المشاركة بين الطلاب الذين شاركوا في البرنامج؛ وحتى عندما لم يعرفوا الإجابات على الأسئلة في الفصل، فإنهم ما زالوا يبذلون جهدًا للمساهمة. تسلط هذه النتائج الضوء على أهمية الأساليب ذات الصلة ثقافيا في تعزيز المرونة العاطفية وتعزيز الشعور بالانتماء بين الشباب المهمشين.
من خلال الدمج السلس لكرة السلة، وهي شغف مألوف، مع مناقشات منظمة حول الهوية والتعبير عن الذات والتمكين، لم يقم هذا البرنامج بإثراء حياة المشاركين فحسب، بل شكل أيضًا سابقة للتدخلات الشاملة التي يقودها المجتمع في تنمية الشباب الذكور السود.
من المهم أن ندرك أن الأولاد السود ليسوا مجموعة متجانسة؛ في حين أن كرة السلة قد يكون لها صدى عميق لدى البعض، إلا أنها قد لا تكون بالضرورة النهج المثالي لكل مجموعة. وهذا يؤكد على أهمية بدء محادثات مع الطلاب لفهم اهتماماتهم وتفضيلاتهم، وبالتالي ضمان أن تكون التدخلات ذات صلة ثقافيًا وذات مغزى شخصي.
ومن خلال إشراك الطلاب بشكل فعال في تشكيل تجاربهم التعليمية وجلب عناصر من هوياتهم إلى الفضاء المدرسي، فإننا نعزز الشعور بالملكية والانتماء وهو أمر ضروري للرفاهية الشاملة والنجاح الأكاديمي.